مواطنة المرأة وجدل الهُويّة
الملخص
يقدم هذا البحث لمحة عن تطور مواطنة المرأة الفلسطينية وجدل الهوية، وما مرت به خلال الحقبة التاريخية الماضية من تجارب أثرت خبراتها، وساعدتها على إبراز دورها بعد أن اقتصر على الدور النضالي، إلا أنها تصدت لكل التقاليد والأعراف المجتمعية من أجل أن تبقى حارسة لرماد ثورتها التي استمرت على مدى أكثر من قرن من الزمن، وكي تأخذ دورها الاجتماعي والسياسي، لتكون المواطِنة الأولى، وبجدارة داخل فلسطين المحتلة، ولتكن هُويّتها هي المِعول، والأداة الرئيسية لتحافظ على تراث أجدادها وآبائها وحضارتهم. فالمرأة الفلسطينية كما الإنسان الفلسطيني تعاني من أزمة مواطنة وهُويّة، فالمراحل التي مرت بها لم تكن بالسهلة عليها، خاضت فيها حروبا مختلفة سواء كانت سياسية، أم أمنية، أم اقتصادية، أم اجتماعية، أم نفسية، والأهم النضالية وخسرت فيها الكثير، فهي تعيش في تمايز هُويّاتي له أثره على الهُويّة الوطنية الفلسطينية؛ نتيجة ضيق الأفق السياسي، والأمني، وما يتبعه من غياب لبرنامج وطني بل لغياب هُويّة وطنية جامعة، فالانقسام السياسي أصبح في البيت الواحد وتحت مسميات كثيرة، مما حدا بالمرأة الفلسطينية إلى اللجوء للهُويّة الدينية لتآكل الدولة الوطنية وأيدولوجيتها الموحدة لكل فئات شعبها، فحالة الفقدان للأرض والتشتت الفلسطيني بين بقاع الأرض التي فرضها الاحتلال الصهيوني، شكلّت حافزاً لنساء فلسطين على أن تعيد كتابة التاريخ، وأن تحمي تراثنا الشعبي والرسمي المادي والمعنوي على حد سواء، فحماية التاريخ والتراث هما حجر الزاوية في المحافظة على هُويّتنا الوطنية الفلسطينية، وبذا نفرض أهدافنا باستمرار هُويّتنا الفلسطينية ونضعف موازين الاحتلال الصهيوني.