U.S – Iranian Strategic Hedging: International Competition in Central Asia as a Model

Abstract

تُعد ظاهرة التنافس الدولي وجهاً من أوجه التفاعل الدولي، وهي صفة غالبة على معظم العلاقات الدولية خاصةً في جانبها الاقتصادي، والدافع وراء التنافس في العلاقات الدولية هو تقاطع المصالح وتعارضها في الكثير من المجالات، وعلى الرغم من تزايد الاعتماد المتبادل بين الدول وتقنينه ضمن نشاط المنظمات الدولية؛ إلا أن تضارب المصالح يحتم سيادة التنافس في العلاقات الدولية وعلى الأخص ما بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، وفضلاً عن ذلك، ظهرت بعض القوى الإقليمية بوصفها لاعباً مؤثراً ومنافساً قوياً في بعض المناطق المهمة في العالم مثل آسيا الوسطى، التي تتميز بموقعها الاستراتيجي الحيوي ولما تحتويه من موارد الطاقة الكبيرة، فتسعى عبر ذلك أن تتبوأ مكانة إقليمية في محيطها مثل إيران، وبسبب طبيعة المنافسة؛ تحاول الولايات المتحدة الأمريكية توظيف جلّ قدراتها لتعزيز نفوذها في المنطقة، في حين توظف إيران في سبيل ذلك ما تملكه من قدرات سواء أكانت اقتصادية أم عسكرية وحتى آيدلوجية، الأمر الذي يمكن إدراجه في إطار التحوط الاستراتيجي؛ لأنها تعود بالفائدة للدولة عبر تحقيق مكاسب جيواستراتيجية أمنية واقتصادية، إلا أن ذلك يثير إشكالية لمعرفة ما تأثير التحوط الاستراتيجي في سياستي الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وما انعكاساته على منطقة آسيا الوسطى؟ فكلما زاد الضغط الأمريكي على إيران، زاد الاندفاع الإيراني على مناطق النفوذ الأمريكي القريبة منها، وكلما زاد النفوذ الإيراني في مناطق النفوذ الأمريكي؛ زاد نشاط الأخيرة فيها وتنوعت سياساتها تجاهها، ويستنتج من البحث أن التحوط الأمريكي في منطقة آسيا الوسطى يهدف إلى احتواء إيران ومنعها من مد نفوذها إلى المنطقة، واحتواء روسيا من جناحها الجنوبي، والصين من جناحها الغربي مع إزالة النفوذ الروسي – الإيراني واستبداله بنفوذ تابع لها، في حين يتيح التحوط الاستراتيجي لإيران مجالاً استراتيجياً جديداً يمكّنها من مواجهة الحملة الأمريكية ضد برنامجها النووي، خاصةً بعد الحصار الأمريكي عليها بعد حربي أفغانستان والعراق، إذ أصبح الوجود العسكري الأمريكي على تماس مع حدودها، لذلك لم تتردد إيران في استغلال هذه الفرصة لكسر الحصار الأمريكي وتوسيع نفوذها.