الواقع الافتراضي وأثره في المجتمع المدني
الملخص
يشهد عالمنا المعاصر الكثير من الفوائد التي قدمتها لنا الميديا المختلفة والتقنيات التكنولوجية الحديثة ولا سيَّما فيما يعرف بالواقع الافتراضي الذي نشأ بدافع الحوار وتبادل الآراء بالدرجة الأولى ، مما يؤكد سعي الأفراد إلى إثبات الذات ونشر الأفكار ، وأصبحت الهوية الافتراضية عند غالبية الأفراد انعكاسًا لهوياتهم الحقيقية، وهو ما يفسر تصريحهم ببياناتهم الحقيقية حول السن والجـنس والمواصـفات ووضـع صورهم الحقيقية، كما يحاول البعض ربطها بالهوية الحقيقية عن طريق الاسـم المستعار الذي يكون له دلالات شخصية غالبًا ، وكذا وضع صور رمزية واتخـاذ شعارات تحمل التوجه الفكري أو توجه آخر، وقد ساعد على ذلك عوامل عملت على زيادة فعالية الأفراد داخل الواقع الافتراضي وزودت تمسكهم به ، كما عملت على إثبات هويتهم وإظهار قدراتهم ، منهـا تقلـدهم منصب في هذه المجتمعات وحصولهم على تقدير أو وسام اعترافًا بجهودهم، حيث يرى الغالبية أنهم عن طريق الهوية الافتراضية يكونون أكثر تفاعلًا ونشاطًا ومشاركة وأحسن تصرفًا في الواقع الافتراضي عنه في الواقع الفعلي ، وذلك لخصائص الواقع الافتراضي الذي يركز على التواصل الفكري ولـيس على المظهر والانطباعات الأولى مثلما هو موجود في الواقع الفعلي ، كما أنه أكثر تلقائية وصراحة لانعدام تعقيدات الاتصال المباشر الاجتماعية كالقيام ببعض الترتيبات أو العادات والمراسيم أو النفسية كالشعور بالخجل أو الارتباك وغيرها، إلا أن القدرة على إخفاء الهوية أدّى وبشكلٍ سلبيّ إلى عدم مصـداقية الهويات الافتراضية التي شجع بعضها على اختراق الحدود الدينية والأخلاقية والسياسية …