في العلاقة بين عملية بناء الدولة وتحقيق الدولة القوية من منظور المفكر (فوكوياما): العراق كدراسة حالةً
الكلمات المفتاحية:
حكم القانون، إقامة المؤسسات، حجم وقوة الدولة، بناء الدولة، الشرعية، السيادة، التحول الديمقراطيالملخص
إن الدول الضعيفة - الفاشلة تواجه مشكلة " فشل عملية بناء الدولة" فيها وبالتالي فهي تمثل مصدر العديد من أكثر مشاكل العالم خطورة، ولذلك فإن عملية بناء الدولة تشكل اليوم إحدى أهم قضايا ومشاكل المجتمع الدولي.
والعراق كدولة لا يشكل استثناءً لهذا الوضع، وإن طرح موضوع "تحقيق الدولة الفاعلة" يمثل انعكاسًا لحالة "القلق" الذي ينتاب النخبة المثقفة الواعية من أبناء العراق، حول مصير بلدهم ومستقبله. هذا "القلق" هو نتاج التطورات الخطيرة المحيطة بالدولة العراقية منذ الاحتلال الأمريكي عام (2003).
إذن، الوضع في العراق "مقلق" جدًا، وهو نتاج عوامل متعددة، لذا يبرز في صدده التساؤل الآتي: كيف يمكن دراسة الحالة العراقية وتحليلها وفي ضوء أي من المقاربات المنهجية في علم السياسة يتم هذا العمل ؟
العديد من الدراسات قُدِّمت بهذا الشأن ووصفت العراق بكونه: دولة هشّة، دولة فاشلة، دولة ضعيفة، دولة مُذلَّة، دولة عقيمة. ولكل من هذه المُسميات تبريراتها وحُججها. والآن نتساءل: كيف يمكن خلق دولة فاعلة وقوية في إطار هذا الوضع المتشابك المعقد؟ وهل أصلًا ما زال العراق " يحلم " بأن يكون دولة، وأي شكل من الدول؟
هذه الدراسة تحاول معالجة هذا الوضع المتشابك، ما هو عليه العراق فعلًا، وأي نوع من الدول يمكن تصنيفه وفي أي مرحلة من "بناء الدولة" يجد العراق نفسه؟.
عليه، ومن خلال الربط ما بين (عملية بناء الدولة) و ( الدولة الفاعلة القوية) تهدف الدراسة إلى إعطاء إجابة عن إشكاليَّة وضع العراق كدولة. وفي هذا الإطار تلجأ إلى مناقشة آراء المفكر (فرنسيس فوكوياما) بصدد كيفية بناء الدولة وتحقيق الدولة القوية من خلال بناء مؤسسات فعالة وحكم القانون وزيادة قدرة وكفاءة الدولة.